الزوجة الثانية هدم أم بناء؟

 الزوجة الثانية.. هدم أم بناء؟ كتب محمد البشر وأنوار ميرزا وجمانة عبدالمجيد (W.A):



لماذا يفتح الرجل بابه لزوجة ثانية؟ هل لأنه يستند إلى التشريع الإسلامي الذي يحلل تعدد الزوجات (وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة او ما ملكت أيمانكم ذلك أدنى ألا تعولوا)؟ أم لحاجته إلى أن يخفف صداع رأسه من زوجته الأولى، أم لأن هنالك مبررات أخرى لذلك، وهل يحل تواجد الزوجة الثانية ازمة حقيقية لدى الرجل في الوقت الذي يهز من صلابة زوجته الأولى، وقد يصيبها بالإحباط، أم أنه يقع في مزيد من التخبط، والأرق والازعاج. ربما نتساءل أيضا هل تجلب الزوجة الثانية السعادة والفرح الذي ينقص الرجل، وتزيح عن كاهله الهموم والتعب، أم أنها تورطه بالكثير من الأعباء والمشاكل؟ وماذا تضيف الزوجة الثانية إلى رصيد العائلة المستقرة أو غير المستقرة نفسيا وماديا؟ ولكي نجيب على أسلئتنا لابد لنا من ان نقف على أرضية صلبة، لذا التقينا بعض الأشخاص الذين أيدوا وعارضوا ولكي نكون أكثر موضوعية، وبعيدا عن التحامل على الفكرة أو الانحياز لصالح أحد الأطراف: الزوجة أو الزوج أو الزوجة الثانية، نحن لا نستطيع ان نحرم ما حلله الله عز وجل ولكن الله أمر بالعدل فهل يستطيع الإنسان هذا المخلوق الضعيف أن يعدل؟

الطلاق ولا الثانية؟

في بداية مشوارنا لبحث الآراء حول موضوع الزوجة الثانية التقينا الدكتور ناصر العازمي وزوجته اليونانية الاصل والمسلمة الدكتورة اليزابيث واكد انه يرفض فكرة الزوجة الثانية لما يترتب على هذا الزواج من مشاكل واتفقت معه زوجته بالرأي وقالت معظم الرجال لا يكترثون بعواقب هذا الزواج فهم يفكرون فقط في اسعاد أنفسهم ولا يفكرون بالمشاكل المترتبة عليه مثل فقدان الاطفال لحنان الاب نتيجة انشغاله واهتمامه بالزوجة الثانية وشعورهم بان اباهم نبذ امهم وبيتهم وعن نفسها قالت انها ستطلب الطلاق فوراً من زوجها اذا اقدم على هذه الخطوة، وبرر العازمي الاسباب التي تجعل الزوج يقدم على الزواج من زوجة ثانية بانها قد تكون البحث عن الجمال او في بعض الاحيان يقوم باختيار زوجة ثانية مثقفة ومتعلمة اذا كانت الاولى غير ذلك وذكر انه بارك في الامس لاحد اصدقائه على زواجه من الثالثة!! وقال «الله يعينه»، واكمل ان له جارا «كل ما ياته خدامة تزوجها».

الحي يحييك:

والتقينا ايضا بو خالد وبو بدر وكل منهما متزوج من «زوجتين» واكد كل منهما بطريقته ان البعض من نساء الكويت هن رأس الاسباب للزواج عليهن حيث ذكر الاول ان اهتمامها الزائد ببيتها واولادها انساها نفسها وزوجها، اما الاخر فذكر انها تتميز بعدم المبالاة تجاه بيتها وزوجها وحبها «للفرارة بالاسواق» وبالتالي تنسى حتى اسم زوجها وبررا زواجهما بانهما يريدان حل مشكلة العنوسة في الكويت «رغم ان زوجتيهما الثانيتين لا يتعدى عمر الواحدة منهما 26 سنة»، وان فكرة الزوجة الثانية تعتمد على رغبة الرجل الجنسية ويسمى «بالمزواج» لذلك «الشرع حلل اربع» كما ان الرجل بطبيعته يحب التملك، واضاف بو خالد انه لم يخبر زوجته الاولى بزواجه حيث انه «خاش زوجته الثانية» وبرر موقفه بانه يخاف على مشاعر زوجته الاولى وانه لن يتخلى عنها ابداً ان عرفت وطلبت الطلاق، وعن الاسباب التي تدفع الرجل للزواج من اكثر من زوجة اشار بو بدر الى ان اول الاسباب كبر سن الزوجة وبالتالي برودها جنسيا نتيجة الانجاب وعدم اهتمامها بشكلها يؤدي الى ملل الزوج ورغبته في التجديد والتغيير واضاف «الحي يحييك والميت يزيدك هما» مؤكداً نيته الزواج من امرأة ثالثة! «اذ يسر الله»، واكد الاثنان ان ظاهرة تعدد الزوجات شيء منتشر بالكويت وخصوصاً بعد الغزو، وشدد بو خالد على ضرورة العدل بين الزوجتين اذا اقدم الرجل على الزواج.

ضد الزواج من ثانية:

من جانب آخر أفاد أيمن السبيعي بانه ضد الزواج من ثانية اذا كانت الزوجة الأولى خالية من العيوب مثل عدم القدرة على الانجاب أو وجود مشاكل بين الزوجين، ورفض فكرة الربط بين موضوع العنوسة وموضوع الزوجة الثانية، حيث اوضح الاسباب الرئيسية للعنوسة وهي غلاء المهر وتأخر زواج الفتاة للدراسة وزواج الكويتيين من الخارج والشروط التعجيزية التي تطلب من المتقدم، وأكد سعادته بحياته الزوجية وانه لا يفكر بالزواج من ثانية، مضيفاً انها «مو مخليتلي شي الصراحة» وان الرجل يكون ظالماً اذا تزوج على زوجته وهي «مو مقصرة معاه».

الذكور = الإناث

والتقينا ايضاً أم عبدالله التي أكدت فور سماعها الموضوع انها ستحاول بناء بيتها من جديد واستمالة زوجها بجميع الطرق نحوها لكي يتخلى عن فكرة الزواج، واذا لم يعدل عنها ستطلب الطلاق واضافت قائلة «سويت اللي علي وما راح يولي عيالي يوم من الأيام ويلوموني أهوا اللي خرب البيت» وأكملت «الشريجة تحر لو بالقبر»، و عن مشكلة العنوسة قالت عدد الاناث يساوي عدد الذكور، إذاً حل المشكلة ليس بتعدد الزوجات.

«شي الله محلله»

وأوضح محمد الصالح (غير متزوج) انه لا يعارض موضوع الزوجة الثانية وقال «ما يصير نتكلم عن شي الله محلله» وقال في حديثه انه في بعض الحالات يمكن ان تفقد الزوجة الأولى ثقتها نتيجة تزوج الزوج عليها فتضع اللوم على نفسها وتعتقد بانها اقل جمالاً من الزوجة الجديدة فهذا شيء خاطئ، موضحاً انه الرجل يمكن ان يختار الزوجة الثانية لاسباب عديدة اخرى وان الزوجة الأولى لن تتضرر اذا تزوج عليها بل بامكانها ان تكمل حياتها، ولكن سيترك بعض الضرر النفسي عليها وانما المتضررون هم الابناء اذا تم اهمالهم، وختم حديثه موضحا رغبته في الزواج من اكثر من زوجة بالمستقبل.

إقرأ أيضاً: الرد على مثنى وثلاث ورباع وما ملكت أيمانكم

سأطلب الطلاق:

أما الانتقاد الاكبر على فكرة الزوجة الثانية فجاء من منار وشذى عبدالله وأكدتا انهما ستطلبان الطلاق اذا فكر زوجاهما بالزواج عليهما، في حين اضافت منار «يتزوج علي اطلق منه بس انا لازم اعرف بالأول بشنو كنت مقصرة واكيد ماراح يكون عنده اجابة» واتفقت الاثنتان على ان الرجل يتزوج من زوجة ثانية رغبة في التغيير فقط لا اكثر وان من يقول غير ذلك فهو يبرر لنفسه، وشددت شذى على ضرورة التفكير والتمهل قبل اتخاذ قرار الزواج الثاني لما يترتب على ذلك من مشاكل في المستقبل «فهو يبني بيت من هني ويهدم من ناحية ثانية»

مالهم ذنب:

ومن جانب آخر ابتدأ عبدالرحمن العلي حديثه ممتدحا ظاهرة تعدد الزوجات والضرورة على ان تكون الزوجة الثانية ارملة أو مطلقة وانهم «مالهم ذنب»، كما اوضح ان عدد الارامل والمطلقات في الكويت كبير واضاف ان الحل الوحيد هو تعدد الزوجات وأكد ان هذا الشيء «حلال وموجود في القرآن الكريم»، رغم ان رجال الكويت لا يرضون في الزواج الا من فتاة لم يسبق لها الزواج سواء الزوجة الاولى أو الثانية.

عملة ذات وجهين:

من جانبها وصفت لطيفة بولند «غير متزوجة» الزواج من ثانية بانه «عملة ذات وجهين يؤدي للطلاق والزواج» حيث انه يؤدي الى الطلاق في بعض الاحيان من الزوجة الاولى ويؤدي الى الزواج وتكوين اسرة جديدة مؤكدة انها لن تقبل ابدا بان تكون زوجة ثانية أو ان يتزوج عليها زوجها لانها لا تقبل بأن يشاركها أحد به، وأكلمت واصفة فارس أحلامها بأنها تريده على خلق وملتزماً من حيث الدين والصلاة وأن يعرف الحلال من الحرام، كريماً، وناضجاً، وتعتقد بولند بان الزواج من ثانية شيء غير منتشر حاليا بل كان سابقا «على أيام آبائنا وأجدادنا»، لأن المرأة الان لا تقبل بان يتزوج عليها زوجها.

الزوجة الاولى:

بينما اتهم بو أحمد الزوجة الاولى بانها السبب الرئيسي الذي يجعل الرجل يلتفت لامرأة أخرى حيث انها لا تهتم بشكلها ومظهرها وتعطي اطفالها اهتماما كبيرا يبعدها عن الزوج فيشعر الرجل بالنقص والحاجة لسد رغباته فيتزوج زوجة جديدة توفر له كل ما يحتاجه من اهتمام، وفضل بو أحمد ان تكون الزوجة الثانية غير كويتية من جنسية عربية أخرى.